أحدث الاخبار

السبت، 1 سبتمبر 2012

البرادعى: مصر انتقلت من الفوضى إلى الفوضى التامة

فى حوار مع مجلة برازيلية 
قال البرادعى: «بصراحة، أنا غير راضٍ بالمرة عن طريقة انتقال السلطة فى مصر، فالانتفاضة التى أطاحت بحسنى مبارك تمت بطريقة مذهلة، حيث خرج الملايين مطالبين بصورة سلمية بالعدالة الاجتماعية والحرية، لكن المشكلة أن الشباب الذين نظموا الثورة لم يكن لديهم خطة لإدارة الثورة».
وتابع بقوله «الخطأ القاتل أن الشباب ظنوا أن الجيش يقف إلى صفهم، ومنحوه قيادة الثورة، لكن بمرور الوقت وجدنا أنه تم إزالة مبارك، وإجراء بعض التغييرات التجميلية لنظامه، ولم نجد مكانا فى الثورة للعدالة الاجتماعية ولا الاحتياجات الأساسية للمواطن، وتنقلنا من فوضى إلى فوضى».وحول طبيعة تلك الفوضى «شرعنا فى الانتخابات البرلمانية قبل كتابة الدستور، وأسسنا برلمانا ولا يزال لدينا جيش يسيطر على البلد، وأعطيناه السلطة التنفيذية ودستورا مؤقتا، بدلا من أن نتوافق على دستور يمكننا من تأسيس البنى التحتية التى يحتاجها البلد بصورة ماسة، لنكتشف أننا أمام برلمان لا يعكس القوى الحقيقية فى الشارع، سيطر عليه الإخوان المسلمون الذين يعملون على الأرض منذ أكثر من 80 عاما، والسلفيون الجناح الأكثر تطرفا، ثم بعد ذلك كله ننتخب رئيسا من دون دستور ليصدر المجلس العسكرى إعلانا دستوريا يكبل صلاحياته، فيرد الآخر بإلغاء هذا الإعلان، ويستحوذ على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو ما ليس معروفا فى أعتى الأنظمة الديكتاتورية».
وعن أسباب تلك الفوضى قال البرادعى «أولا الجيش الذى أراد أن يحافظ على حصاناته وحقوقه وتحقيق الاستفادة القصوى من الثورة، ثم جماعة الإخوان المسلمين، الذين حاربوا طوال 80 عاما للظهور للنور وكانوا فى بعض الأحيان يواجهون الجيش نفسه، ها هم يقومون بمساومات واتفاقات مع قادة الجيش لجنى أكبر المكاسب، وضمنوا خروجا آمنا للقيادات حتى يتمكنوا من الهيمنة على السلطات فى البلد، ونسوا أن هناك مصريين يعيشون بأقل من دولارين فى اليوم الواحد، وأن هناك فجوة شاسعة بين الأغنياء والفقراء يجب عليهم أن يحاولوا معالجتها بأسرع وقت».«لكنى لست متشائما بصورة كبيرة، فإذا ما تمكنا من وضع دستور سليم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، سنجد الكثير من شباب الثورة أعضاء فى البرلمان، فالإخوان والسلفيون خسروا الكثير من مصداقيتهم، ونكثوا وعودا كثيرة وعدوا بها الناس، والشعب أدرك حاليا أنه كونك مسلما جيدا هذا أمر مختلف تماما عن كونك سياسيا جيدا».
وعن رغبته فى أن يكون حزبه الجديد ممثلا للشباب، رد البرادعى «نعم، ولم تكن فكرة إنشاء حزب الدستور إلا لتوحيد القوى الليبرالية والشبابية، فنحن بحاجة إلى تغيير أجيال فى الحياة السياسية المصرية، فمعظم الموجودين أكبر من 60 عاما ويكسو الشعر الأبيض رؤوسهم، ونحن بحاجة إلى أن نمرر عصا القيادة إليهم».
وحول رؤيته لإقالة الرئيس المصرى محمد مرسى المشير حسين طنطاوى وقادة المجلس العسكرى قال «أجل شعرت بالمفاجأة، لقد كان خبرا سارا أن يتم الإطاحة بقيادات المجلس العسكرى عن الحكم، لكنه يبدو أنه كان فى إطار اتفاق بين مرسى والجنرالات، لكنى لا أعرف ما الشروط، كل ما أعرفه أن طنطاوى لم يكن لديه طموح للبقاء بالسلطة بعدما تجاوز عمره الـ80 عاما».
وعن مخاوف الغربيين من تطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر فى ظل حكم الإخوان قال البرادعى «هناك متطرفون فى كل البلاد، ولا أعتقد أن مثلهم فى مصر يمكنهم أن يغيروا من هوية البلد، فالإسلام دين تسامح، وأعتقد أن الإخوان بشكل عام يتبعون المنهج المعتدل فى الإسلام ولن يسعوا لتطبيق الحدود مثلا، وعليهم أن يتبنوا المبادئ الأساسية للإسلام كـ(العدالة والإنصاف والرحمة)».
«منذ عودتك إلى القاهرة وكثيرون ينتظرونك فى المطار ويطالبونك بالترشح للرئاسة، ألا ترى أنه أمر محبط أن لا تسعى لذلك الأمر حتى الآن؟»، ذلك كان سؤال «إيبوكا»، ورد البرادعى ردا قاطعا «لم أرغب يوما أن أكون رئيسا لمصر، فهدفى الحقيقى هو تغيير البلاد للأفضل، وأن نترك أزمنة الأنظمة السلطوية، وأن تصبح مصر والشرق الأوسط مكانا يصدر للغرب والعالم المتقدم العلوم والتكنولوجيا والفنون.. لا المفجرين الانتحاريين، ولدينا كثير من الإمكانيات لنحقق ذلك، وأملى الوحيد أن أكون الأب الروحى للتغيير فى مصر».
وفى ختام الحوار وجهت المجلة سؤالا إلى البرادعى حول هل فكّر فى ما سيفعله حينما يتقاعد عن العمل السياسى، فرد المدير السابق للوكالة الذرية ضاحكا: «عائلتى فكرت كثيرا فى تلك الأمور»، ثم نظر إلى زوجته عايدة التى كانت جالسة إلى جواره مبتسمة، قبل أن يضيف: «سيأتى الوقت لأجلس وقتا أطول مع عائلتى وحفيداتى، وأن أستمع للموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز، وأن ألعب إحدى هواياتى المفضلة وهى رياضة الجولف، بالإضافة إلى الاهتمام بحديقتى الخاصة، فأنا أحب أعمال البستنة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق