أحدث الاخبار

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

مرسى يطالب بشار بحقن دماء شعبه ووقف الكبر والمزايدة.. ويؤكد: وجودك لن يدوم طويلا.. ومصر تدعم حق فلسطين فى عضوية دائمة بالأمم المتحدة.. والسلام بلا مضمون تضييع للوقت والفرص


مرسى يطالب بشار بحقن دماء شعبه ووقف الكبر والمزايدة.. ويؤكد: وجودك لن يدوم طويلا.. ومصر تدعم حق فلسطين فى عضوية دائمة بالأمم المتحدة.. والسلام بلا مضمون تضييع للوقت والفرص

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012 - 14:03
الرئيس فى الجامعة العربيةالرئيس فى الجامعة العربية







طالب الرئيس محمد مرسى، النظام السورى بحقن دماء شعبه، مؤكدا أن وجوده لن يدوم طويلا، لأن عجلة التغيير قد دارت، وقال الرئيس مرسى مخاطبا النظام السورى: "مازالت هناك فرصة لحقن الدماء، ولا تتخذوا القرار الصحيح فى الوقت الخطأ، لأنه يصبح خطأ حينها، لا مجال للكبر أو المزايدة، ولا تستمتعوا للأصوات التى تغريكم بالبقاء، فلن يدوم وجودكم طويلا، إن الشعب قال كلمته واضحة، ودماؤه تراق فلا مجال أمامكم إلا اتخاذ قرار ناجز يحفظ الدم وينقل سوريا للتغيير المطلوب، بدلا من إضاعة الوقت فى الحديث عن الإصلاح.

وأضاف الرئيس مرسى، فى كلمته خلال افتتاح أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى فى دورته الـ 138: "حان وقت التغيير، وعجلة التغيير ماضية، وإرادة الشعوب غلابة، وإرادة الله فوق الجميع"، مؤكدا أن مصر تقف مع الشعب السورى لينال كافة حقوقه دون تدخل فى الشأن الداخلى".

وأعلن الرئيس مرسى أن اللجنة الرباعية التى دعا إليها والتى تضم كلا من مصر والسعودية وإيران وتركيا، ستجتمع قريبا والكل مدعو للمشاركة فيها، وقال: "لابد أن نقدم فعلا إيجابيا يحفظ للشعب السورى دماءه، ولا مجال للتلكؤ أو إضاعة الوقت، وعلى الجميع أن يدرك أن الشعب اتخذ قراره ولابد أن ينفذ بالتغيير، وعلى النظام السورى أن يأخذ العبرة من التاريخ القديم والحديث، مستشهدا بأبيات أبى لقاسم الشابى التى قال فيها "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلى ولا بد للقيد أن ينكسر"، مؤكدا ضرورة إنجاز التغيير ودعم الشعب السورى لتقرير مصيره واختيار قيادته ومستقبله.

وشدد الرئيس مرسى على أن أى حديث عن تطوير العمل العربى وبناء مستقبلنا المشترك لا يمكن أن يكتسب الزخم المطلوب طالما استمرت معاناة الشعب السورى وقال: لن تقر لنا عين أو يغمض لنا جفن والدماء تراق على أرض سوريا"، مشيرا إلى أن دماء الشعب السورى فى رقابنا جميعا ولابد أن نتحرك صوب الحل النهائى بسرعة.

وأكد الرئيس مرسى مكانة سوريا العضو المؤسس فى الجامعة العربية، فى قلب كل مصرى حيث جمعت البلدين الحضارة والتاريخ والعروبة والإسلام والمصير المشترك، وقال: "شاركنا سوريا الحروب على مر العصور واختلطت دماء شهدائنا فى ميادين القتال دفاعا عن مصالح الوطن العربى، وكنا فى لحظة تاريخية معبرين عن حلم الوحدة العربية، ومن هنا يأتى اهتمامنا بما يحدث فيها ورغبتنا فى وضع حد للمأساة على أرضها، ووقف قتل الأخ لأخيه، وتشريد آلاف السوريين.

وأعلن الرئيس مرسى أنه قرر معاملة الطلاب السوريين فى مصر معاملة المصريين، ويجرى حاليا محادثات جادة مع تركيا لمدها بأساتذة يقومون على تعليم الطلاب النازحين هناك، داعيا وزراء الخارجية إلى تكثيف العمل للتوصل لحل عادل للمأساة الدائرة على أرض سوريا فى إطار عربى ودعم دولى، لأنه ما لم نتحرك نحن فلن يتحرك العالم.

مشيرا إلى أن انتظار الجامعة العربية لعودة الأخضر الإبراهيمى يدل على أن العرب تتحرك فى إطار تعاون مع المجتمع الدولى للحفاظ على وحدة التراب السورى دون تفرقة على أساس عرقى أو دينى أو طائفى، مؤكدا أن القرارات التى أصدرها مجلس الجامعة تعد أساسا لحل يجنب سوريا كارثة السقوط فى حرب أهلية أو يعرضها لخطر التدخل العسكرى الأجنبى وهو ما لا نوافق عليه أبدا.

وشدد مرسى على ضرورة استكمال جهود توحيد صفوف المعارضة السورية لطرح رؤية موحدة لعملية الانتقال الديمقراطى فى سوريا، وقبل خروجه من قاعة الاجتماعات بجامعة الدول العربية وقف مرسى محييا الحضور وقال : "افعلوا شيئا ونحن معكم.. سوريا."
وأكد الرئيس مرسى أنه على الرغم من التحديات المتزايدة التى تواجه الأمة العربية تبقى القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى والشرط لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، وقال: "لن تنهض أمتنا العربية دون حل عادل للقضية الفلسطينية، والشعوب العربية لن تقبل أن يرزخ الفلسطينيون تحت احتلال ظالم، فى ظل غياب رغبة جادة من الطرف الآخر فى الحل"، مشددا على دعم مصر للفلسطينيين حتى يتم التوصل لحل عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة.

وأضاف أن مصر مستعدة لدعم أى تحرك تقرره القيادة الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة فى الأمم المتحدة، وستساهم فى حث المجتمع الدولى على مساندة هذا المطلب لتوجيه رسالة للعالم بأنه لم يعد ممكنا الاستمرار فى تجاهل الواقع الفلسطينى"، مطالبا بتحرك دبلوماسى مدعوم بفعل شعبى يضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته لإنهاء كافة مظاهر الاحتلال للأراضى الفلسطينية والعربية، ومؤكدا ليس فقط الأراضى الفلسطينية.

ووصف الرئيس مرسى عملية السلام بأنها عملية بلا مضمون، من مفاوضات لا نهائية وترتيبات غير جادة تضيع الوقت والفرص، مشيرا إلى أن مصر ملتزمة التزاما كاملا باستكمال الجهود التى بدأتها لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ورعاية تنفيذ كافة بنودها، وستستمر القاهرة فى احتضان الأشقاء الفلسطينيين من الآن حتى يقرروا ما يريدونه.

وأكد أن التعاون العربى الأفريقى له جذور ضاربة فى القدم، مشيرا إلى أن مصر قصرت فى هذا الجانب خلال العقود الماضية، وقال : "وهذا لن يعود مرة أخرى، ومصر ستعود للعرب وأفريقيا بكل قوة، لأننا جزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية" معربا عن تطلع مصر لاستضافة الكويت للقمة العربية الأفريقية المقبلة فى 2013 تمهيدا لإطلاق شراكة إستراتيجية بين الجانبين، باعتباره خير ضمان لحماية المصالح العربية، وأضاف :"إذا لم نفعل ذلك يسبقنا غيرنا، وإذا غبنا يملأ الساحة غيرنا."

وأكد الرئيس مرسى أن ثورة 25 يناير المجيدة التى خرج فيها الشعب المصرى كله طالبا بحقه فى الحرية والعدالة هى انتفاضة للعرب جميعا، وفتحت صفحة مشرقة فى تاريخ مصر المجيدة، ولم تكن الثورة مجرد تحرك من أجل الحرية والكرامة، ولم تكن معنية بالشأن المصرى بل كانت إعلانا لا لبس فيه عن رغبة الشعب المصرى فى احتلال مكانته الطبيعية فى قلب أمته العربية وليساهم فى بناء مستقبل عربى مشرق، بعد خروج مصر من منظومة العمل العربى لفترة.

وقال: "لن نعود لهذا التهميش الذى عشنا فيه على مدار العقود الأخيرة، ومصر ستعود لدورها الفاعل المتكامل مع المحيط العربى والإسلامى والأفريقى والدولى، لأنه إذا نهض العرب تنهض الدنيا وإذا غابوا هكذا يكون الحال الذى نراه اليوم فى عالمنا الذى نعيش فيه."
وأضاف أن التزام مصر بالقضايا العربية التزام تاريخى جددته الثورة وأن قدرتنا كعرب على مواجهة تحديات المرحلة تتوقف بشكل كبير على قدرتنا على تطوير آليات العمل المشترك، مؤكدة ضرورة التكامل العربى وتطوير آليات ووسائل العمل العربى والدفاع العربى المشترك.

مؤكدا أنه حان الوقت لاستكمال جهود الدول العربية التى بدأت عام 2004 لبحث تطوير منظومة العمل العربى المشترك، وفقا لـ 3 مبادئ وهى مراجعة المنهج الذى اتبعته الجامعة منذ قمة تونس 2004 فى تطوير منظومة العمل العربى المشترك، والعلاقة مع دول الجوار، مشددا على ضرورة استكمال الجهود الرامية لبلورة إطار موحد لضبط العلاقة مع دول الجوار وفقا لكل حالة وخصوصيتها، وقال إن مصر ترى أن الإطار المقترح لسياسية الجوار العربى يجب أن يقوم على الحفاظ على وحدة وسلامة المنطقة العربية وسيادتها ورفض المساس بها، وأن يقوم التعاون على قاعدة إعلان صريح باحترام سيادة الدول العربية وعدم التدخل فى شئونها، أما المبدأ الثالث فهو متابعة إنجاز الجامعة ولجنة الحكماء لبحث ملف تطوير العمل العربى المشترك، والسعى لوضعه موضع التنفيذ فى أسرع وقت.

وأضاف الرئيس مرسى: "نحن نتواصل ونتكامل ونتفق ونتوافق مع كل أشقائنا العرب والمسلمين ولا نتدخل فى شئون أحد الداخلية ولا نصدر الثورة لأحد، بل ندعم الشعوب التى تتحرك لنيل حريتها وهذا ما تؤيده وما أراه فى الجامعة العربية".

وأكد الرئيس مرسى استعداده لدعم اليمن فى المرحلة الانتقالية، ومساندة دول الخليج فى حماية أمنها، ومنع أى محاولة للتدخل أو الهيمنة على شئونها، وقال: "ولا يعنى ذلك أننا ضد أحد أو نعلن الحرب على أحد من الدول الإسلامية فهم أحباؤنا وأشقاؤنا، ونحن نسعى إلى منظومة استقرار."

وشدد الرئيس مرسى على دعمه للشعب العراقى، وللسودان التى تمثل العمق الاستراتيجى لمصر، وقال إن السودان يحتاج إلى دعم ومساندة لتحقيق الاستقرار والتنمية وتأسيس علاقات واضحة مع دولة الجنوب الوليدة، مشيرا إلى أن السودان التزم بتنفيذ اتفاق السلام الشامل واعترف بالجمهورية الوليدة لكنه لم يتلق من المجتمع الدولى ما يستحقه من دعم، ومصر بحكم مسئوليتها التاريخية تدعو الجميع لمؤازرة ودعم الشعب السوادنى لتحقيق التوافق بين شمال السودان وجنوبه.

وقال إن الصومال يمر بمرحلة تاريخية بعد أن أنهكته الصراعات والحروب الأهلية وبدأت إجراءات الانتقال لإقامة مؤسسات وأجهزة الدولة الدائمة، وتؤكد مصر أن الفرصة مواتية الآن لدعم الصومال سياسيا وماليا وفنيا، داعيا دول الخليج لدعم الصومال ماليا واقتصاديا.
وأكد أن تحقيق السلام فى الشرق الأوسط يتطلب إخلاء المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل، مشيرا إلى أن جميع دول المنطقة انضمت لمعاهدة منع الانتشار النووى باستثناء إسرائيل.

وشدد فى ختام كلمته على أن مصر ملتزمة بدعم العرب والجهود لتحقيق التضامن العربى ولن تقبل التدخل فى شئون دولة عربية شقيقة، وقال:" مصر الثورة ستبذل كل غال ونفيس من أجل وطن عربى مزدهر."

ورحب نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية، بالرئيس مرسى معربا عن شكره على زيارة الرئيس لمقر الجامعة، ومؤكدا أن حضوره يمثل خير تعبير عن التوجهات الجديدة لمصر بعد ثورة 25 يناير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق