أحدث الاخبار

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

ملاحظات على خطاب الرئيس بقلم خالد منتصر


ملاحظات على خطاب الرئيس

خالد منتصر
الإثنين 08-10-2012 08:47
* من حق الرئيس أن يكون كل معازيمه من الإخوان والجهاديين حتى ولو كان من بينهم قتلة السادات صاحب قرار العبور!!، ومن حقه أن يدخل الاستاد فى سيارة مكشوفة لكن من حقنا أيضاً أن تكون الأرقام التى قالها فى خطابه مكشوفة كسيارته شفافة كسيرته نعرف كيفية حسابها وإلا عدنا إلى أرقام عصر مبارك التى كان يضعها له المسئولون ويجملون ويزينون وهو يسردها فى مجلس الشعب بكل ثقة، هل أصبح الفرق أن الذى يقدم الأرقام للرئيس من الإخوان بعد أن كان من الحزب الوطنى؟، وهل بدلاً من سردها فى البرلمان صارت تقال فى الاستاد؟!، ما هى الآلة الحاسبة التى حسبت لسيادته أن المرور نسبته 60% والأمن تحقق بنسبة 70% والنظافة 40%.. إلخ؟!، هل سنعود ثانية إلى عصر التخدير بالأرقام والإحصائيات التايوانى؟
* الرئيس لا بد أن يهتم فى خطاباته بالعموميات والخطوط العريضة، ليس من المعقول أن يغرق فى التفاصيل ويعدد من ضمن إنجازاته 43 ألف مخالفة سير فى عكس الاتجاه، وستة آلاف مخالفة قيادة بدون رخصة وثلاثة آلاف مخالفة سير بدون ترخيص!!!، لأنه لو كانت الإنجازات بعدد الرخص المسحوبة لأقمنا لحبيب العادلى تمثالاً من ذهب!، فقد كانت الغرامات كنزاً لا ينضب فى عهده، المهم ليس عدد رجال الأمن ولكن الأهم هو الإحساس بالأمان، لماذا لم يذكر لنا الرئيس أيضاً عدد السيارات المسروقة فى عهده التى صارت روتيناً وطقساً وفريضة يومية؟، لماذا لم يعرض صوراً لطرق السفر المتهالكة التى صارت الطريق الملكى لسمكرية السيارات الذين زاد رزقهم بعد أن تحولت العربات إلى خردة؟، أتوقع فى الخطاب القادم حديثاً مسهباً عن مخالفات المحمول والحزام والطفاية والأمن والمتانة!.
* الكلام عن القروض والميزانيات كلام اقتصادى وحديث فى علم اقتصاد وليس كلام مذاهب فقهية، مع كامل الاحترام للرئيس مرسى ليس من الحصافة السياسية أن تعرض قضية القرض كجدل فقهى وترد بأن الفائدة صغيرة «يادوب واحد فى المائة!»، لأنك بمجرد جر القضية إلى ملعب الجدل الدينى سيخرج عليك سلفى قائلاً كل قرض جرّ فائدة ولو نصف فى المائة فهو ربا وتنهار البنوك، ونظل فى حالة الجدل الفقهى إلى يوم الدين بدون حسم أو نتيجة، القرض لا بد أن يناقش من حيث قيمته وضرورته الاقتصادية وهل أولادنا هم الذين سيتحملون دفع ديونه وهل هذا التحمل وهذا الثمن يستحق التضحية؟، هل هذا القرض سيوضع فى مشاريع استثمارية منتجة أم سيصرف وتبلعه بلاعة المرتبات؟، هل سنستورد به كافيار وسيمون فيميه أم قمحاً ولحماً؟!!، هذه هى أصول مناقشة القرض ولا يكفى لتبريره أن شعبى يجوع ولا يأكل بالربا، المهم أن شعبى لا يجوع ولا يأكل من صفائح القمامة!.
* من حق الرئيس أن ينتقد ويهاجم منتقديه وبعنف بالحقائق والأدلة، ولكن أن يهاجمهم بأنهم لا يعرفون صلاة الفجر فهو استخدام أسلوب طالما انقلب على الساحر لأنه سلاح فى منتهى الخطورة، وللذكرى الخالدة أنعش ذاكرة الرئيس أطال الله فى عمره بما فعله الرئيس السادات عندما أدخل مفردات القاموس الدينى فى الخلاف والجدل السياسى، فبعدما أطلق على نفسه الرئيس المؤمن فى دولة العلم والإيمان خرج على الناس فى خطاب يهاجم فيه صحفياً كبيراً قائلاً بأنه شافه فاطر رمضان فى الأهرام!، وبرغم كل هذا لم يشفع للرئيس الذى كان يصر على لقب محمد أنور السادات الرئيس المؤمن أن يغتال برصاصة من زايد عليه دينياً، لأنك إذا أدخلت الدين فى مزاد السياسة، أطال الله فى عمرك، فإن الكل خاسر وحتماً ستجد من يزايد عليك!، صلاة الفجر مكافأتها عند الله والشعب الجائع فى النهاية لا يهمه أن يقيم الرئيس صلاة الفجر بقدر ما يهمه أن يقيم الرئيس العدل، الشعب الجائع لن يهتم كثيراً بصيام الرئيس فى رمضان وسيثور عليه إذا جعله الرئيس يصوم طوال العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق