أحدث الاخبار

الأحد، 21 أكتوبر 2012

مصطفى بكرى يرصد أول لقاء مع المشير حسين طنطاوى الذى أكد: رفضنا الصدام وتحملنا الإهانة.. وتصدينا للمسئولية بشجاعة من أجل مصر.. لم نكن طامعين فى السلطة وكان هدفى ألا نلقى مصير سوريا أو ليبيا


مصطفى بكرى يرصد أول لقاء مع المشير حسين طنطاوى الذى أكد: رفضنا الصدام وتحملنا الإهانة.. وتصدينا للمسئولية بشجاعة من أجل مصر.. لم نكن طامعين فى السلطة وكان هدفى ألا نلقى مصير سوريا أو ليبيا

الأحد، 21 أكتوبر 2012 - 15:23
بكرى أثناء حواره مع المشير طنطاوىبكرى أثناء حواره مع المشير طنطاوى







* نفخر بجيش مصر وتعهدنا منذ البداية بتسليم السلطة لقيادة مدنية منتخبة
*أنا ضميرى مرتاح وأترك الحكم للتاريخ والزمن

الزمان: يوم الجمعة الماضى
المكان: أحد المساجد القريبة من مسكنه
مضيت إلى هناك، علمت أنه يؤدى الصلاة فى هذا المسجد، كنت تواقًا إلى رؤيته والاستماع إليه، ذهبت لأداء الصلاة فى هذا المسجد، وصلت إلى هناك مبكرًا، ظللت أرقب القادمين إلى ساحة المسجد، وبعد الانتهاء من الصلاة أدركت أن المشير حسين طنطاوى لم يحضر فى هذا اليوم، التف حولى عدد من رواد المسجد، يسألوننى سؤالاً واحدًا ووحيدًا أسمعه فى كل مكان: «هى البلد رايحة على فين؟!».

سألتهم على الفور، لماذا لم يأت المشير اليوم للصلاة؟ فإذا بأحدهم يشير إليه، مضيت على الفور إلى هناك.

كان هناك عدد من الشباب يلتفون حوله، بعضهم يلتقط الصور التذكارية، بينما وقف على مقربة منه مدير مكتبه السابق اللواء يسرى زكى، واللواء سامح صادق، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، واللواء صالح صالح وآخرون.

فوجئ المشير بحضورى، تعانقنا، نظرت إليه متأملاً، كان يرتدى قميصًا وبنطلونًا، ويوزع ابتسامته على الجميع، بادرنى بالسؤال على الفور، "إيه اللى جابك هنا؟"، قلت له، "جيت علشان أشوفك وأسمعك.. إيه أخبارك يا سيادة المشير؟.. حاول أن يرسم ابتسامة على شفتيه، قال، "أنا كويس، الحمد لله، المهم مصر تبقى كويسة، وإن شاء الله تبقى كويسة".

< أنت متفائل يا سيادة المشير؟
<< طبعًا أنا متفائل جدًا، ربنا بيحرس مصر، متخافوش على مصر، الشعب المصرى ده شعب عظيم، شعب واعى وفاهم وبيحب البلد.

كانت الكلمات تخرج من أعماقه، ذكّرتنى هذه الكلمات بعتابى عليه خلال الاجتماع قبل الأخير للأحزاب بالمجلس العسكرى فى شهر مايو الماضى.

يومها قلت للمشير، إن عدم الحسم فى كثير من القضايا أوصلنا إلى هذه الحالة، يومها انفعل المشير بشدة، وقال لى، "أنا عارف إن ده رأيك وبسمعه، ولكن أنا عاوز أقول لك ولكم جميعًا «ونظر إلى قادة الأحزاب»، أنا عارف مسئولياتى جيدًا، ولا أطلب شيئًا، ولا أنا ولا غيرى لدينا طمع فى الحكم، لقد تعهدنا منذ اليوم الأول بتسليم السلطة فى الموعد المحدد، وتحملنا الإهانات، وكان بإمكاننا الرد، ولكننا تصرفنا التصرف الذى يليق بالمصريين وبجيشهم الوطنى، لقد استُشهد الكثيرون منا فى الحرب، والذين لم يدخلوا الحروب لديهم رغبة فى الشهادة دفاعًا عن هذا الوطن، ومن أجل ذلك أخذنا على نفسنا عهدًا بالحفاظ على مصر والحيلولة دون إراقة قطرة دم واحدة.

أنا عاوز أقول لكم، «المشير طنطاوى عارف بيعمل إيه، لذلك أطلب منكم التوافق حول الجمعية التأسيسية حتى لا يقال هؤلاء هم المصريون، لا نريد أن نصوم ثم نفطر على «بصلة»، لا.. نريد أن يفطر المصريون على «تورتة».. أنا جاهز أطلع فورًا وآخذ قرارات صعبة، لكن عليكم أن تتخيلوا معى «مصر هتروح فين»، مصر هى التى ستعانى، ولذلك أدعوكم للتوافق، نريد أن نعبر إلى بر الأمان.. ننتظر الأيام الباقية لنا بفارغ الصبر».

صمت المشير برهة، ثم استكمل حديثه قائلا، «هناك من يقول إن المصريين موش كويسين»، هذا كلام غير صحيح، من يقول ذلك لا يعرف المصريين، نحن شعب متحضر وعظيم.. أنا متأكد أننا سنعبر الأزمة وستبقى مصر متماسكة وعظيمة مهما حدث.. أنا لا أعرف الطريق إلى اليأس.. لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، كما قال مصطفى كامل، والحق دائمًا فوق القوة، كما قال سعد زغلول، هناك عظماء كثيرون فى تاريخ هذا الشعب، فلا تُحبطوا ولا تيأسوا، من باب أولى أنا الذى أُحبط من جراء ما يجرى حولنا، ولكنى أقول، «أنا لن أترك مصر إلا شهيدًا أو منتصرًا.. والانتصار بالنسبة لى يعنى وصول البلد إلى بر الأمان».

كانت تلك هى كلماته، ساعتها التزم الجميع الصمت، كان الصدق واضحًا فى عينيه، لكننى بقيت عند وجهة نظرى، فالحسم أمر مهم، بغض النظر عن المبالغة فى المخاوف.. كان ذلك منذ أكثر من خمسة أشهر مضت.. فماذا عن الموقف الآن؟!

فى الطريق إلى قاعة قريبة من المسجد، مضينا، طرحت السؤال نفسه على المشير، قال، «لولا الحكمة لكان مصيرنا الآن كمصير ليبيا أو سوريا، انظر إلى المعارك الأهلية والدماء التى تسيل، لقد كان علينا فى قيادة الجيش أن نجنب مصر هذا المصير، كانت تلك مهمتنا ورسالتنا، لقد رفضنا كل محاولات دفعنا إلى الصدام، تناسينا الإهانات والاستفزازات، وظل جيشنا العظيم محافظًا على الالتزام والانضباط، لقد حمينا الثورة ولم نطلق رصاصة واحدة، كان انحيازنا للشعب، وأحمد لله أننا أوفينا بما تعهدنا به، أجرينا انتخابات نزيهة وحرة، وسلمنا السلطة إلى الرئيس المنتخب فى الموعد المحدد».

فى حديثى معه، كان المشير حذرًا فى كلماته كالعادة، عندما تحاول أن تستفسر منه عن أمر ما، هو لا يريد أن يتحدث فيه، ينظر إليك ويقول، «ربنا مع مصر إن شاء الله».

الآن وصلنا إلى القاعة التى تبعد أمتارًا قليلة عن المسجد.. جلسنا بداخلها لنحو الساعة تقريبًا، المشير طنطاوى واللواء سامح صادق عضو المجلس العسكرى السابق واللواء يسرى زكى مدير مكتبه السابق واللواء أحمد الجواهرجى واللواء حسن جنيدى وأنا.

كان جلوسى إلى جوار المشير، بدأ حديثنا بـ"كيف يقضى يومه؟"، قال، أحاول أتمشى وألعب رياضة خفيفة، وأحيانًا أشارك فى ماتش كرة، وطبعًا القراءة.

> سألته، لماذا لا تكتب مذكراتك؟
>> قال، والله فكرة، سأحاول أن أسجل الأحداث المهمة وأكتب مذكراتى.
> قلت له، هل أنت متفائل يا سيادة المشير؟!

>> نعم ومتفائل جدًا، أنا لست خائفًا على مصر، ولا على الشعب المصرى، أحمد الله أننا تجاوزنا أخطر مرحلة فى تاريخ مصر، وكنا أمناء مع أنفسنا، وتحمل جيشنا العظيم بالصبر والعناء، إلى جانب تغليب المصلحة الوطنية المسئولية التاريخية، وأجهض كل محاولات استهداف هذا الوطن ووحدته وأمنه القومى.

> قلت له، أشهد أن بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 12 من فبراير، أى بعد نجاح الثورة بيوم واحد، كان يؤكد تسليم السلطة إلى قيادة مدنية منتخبة؟!

>> قال المشير، لم يكن لدينا أى طمع فى السلطة، كانت تلك مسئولية تحملناها فى ظروف صعبة للغاية، وكان علينا أن نكون أوفياء لما تعهدنا به.. لقد قلنا منذ البداية أننا نريد تسليم السلطة بعد ستة أشهر، ولكن التطورات ومطالب بعض الأحزاب كانت وراء تأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد مع ذلك عندما أعلنَّا عن خارطة المرحلة الانتقالية أصررنا على الالتزام بها، رغم أحداث العنف التى شهدتها العديد من المناطق فى مصر، وكنا كما قلت سابقًا على مسافة واحدة من الجميع.. لم ننحز لحزب سياسى بعينه، بل احترمنا اختيارات الشعب المصرى، ولم نتدخل فى شىء، فكان جيش مصر على قدر المسئولية التى تحملها بأمانة ووفاء.

قلت له: أرجو ألا تهتم كثيرًا ببعض ما يُنشر من ادعاءات فى بعض الصحف ووسائل الإعلام؟!

>> قال المشير، لا يهمنى ما يُنشر، فقد تحملت الكثير قبل ذلك، وأنا أترك كل شىء لحكم التاريخ، فحقائق التاريخ وحدها هى الفيصل فى كل شىء.. لقد تحملنا الكثير من أجل الوطن، وظللنا مخلصين لرسالته حتى اللحظات الأخيرة، نحن لسنا نادمين على شىء، ولم نكن طامعين فى شىء، وعندما كنا نسمع البعض يقول إن الجيش لن يترك السلطة كنا نسخر من ذلك؛ لأن الجميع كان ينتظر، بفارغ الصبر، تسليم السلطة، والعودة إلى الثكنات، فتلك هى مهمتنا الأساسية.. لقد انحزنا للثورة لأنها كانت ثورة شعب، وكان انحيازنا لها انحيازاً للشرعية، فالشعب هو أصل الشرعية.

>>>
انتقل الحديث مع المشير طنطاوى إلى وضعه الشخصى فى الوقت الراهن، فقال إنه يمارس الرياضة يوميًا، وأحيانًا يمارس رياضة المشى لمدة نصف ساعة، وإنه يحرص على القراءة ومتابعة أحوال البلاد عبر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة.

وقال إنه يلتقى بين الحين والآخر عددًا من أصدقائه المقربين، ونفى ما يتردد من أنه مصاب بحالة من الاكتئاب أو غيره، وقال إن بينه وبين ربنا عمار، وإن ضميره مرتاح، وإنه أخلص للوطن وخاض حروبًا عديدة من أجله، وقال إن مصر تستحق منا الكثير.

كان المشير يؤكد دائمًا، ولا يزال، أن الجيش كان قد حسم خياره منذ البداية وقرر تسليم السلطة لرئيس «مدنى» منتخب، لم يكن له أى طموح سوى ذلك، لقد رفض المشير يوم 29 من يناير 2011، أى بعد جمعة «الغضب» الأولى عرضًا قدمه له الرئيس السابق حسنى مبارك بتولى منصب نائب رئيس الجمهورية، اعتذر رغم إلحاح الرئيس، لقد قال المشير لمبارك يومها، «بقائى فى الجيش أفضل»، أنا لا أريد السلطة ولا أسعى إليها.

جرت داخل القصر وخارجه قبل هذا التاريخ صراعات عدة، كان بطلها جمال وسوزان مبارك، كانت سوزان تدرك أن المشير يقف عقبة أمام مخطط التوريث، وكان جمال يسعى إلى إقناع والده بضرورة إبعاده، حاول ذلك مرتين قبل ذلك وفشل.

كان مبارك يقول لنجله دومًا، لن أسمح لك بالتدخل فى الأمور التى تخص «أحمس» أو «عمر».. وكان « أحمس« هو الاسم الحركى للمشير طنطاوى، وكان « عمر« هو عمر سليمان!!، غير أن «جمال» حاول وفشل، بعد أن رفض المشير وعمر سليمان أن يكونا أداة فى يده ويد والدته، التى حاولت هى الأخرى الزحف على الجيش، فتصدى لها المشير.

المحاولات كثيرة ومتعددة، ولكن التاريخ يشهد أن المشير واجه هذه المحاولات بكل ضراوة فى هذا الوقت، وصمم على أن يبقى الجيش بعيدًا عن صراعات القصر، وكان مصممًا على إسقاط مخطط التوريث بأى ثمن، ومهما كلفهم ذلك.

لقد مضى مبارك، بعد أن أجبر على التنحى، وكان موقف الجيش حاسمًا منذ اليوم الأول، إلا أن البيان الأول الصادر عن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم الخميس 10 من فبراير كان هو العامل الحاسم فى قرار تفويض الرئيس لعمر سليمان بمهام رئيس الجمهورية، ثم فى تنحى الرئيس فى اليوم التالى.

رفض المشير فى هذا الوقت اقتراحًا يقضى بانقلاب العسكرى على الرئيس، وصمم على أن تجرى الأمور بشكل يفضى إلى تسليم السلطة بشكل اختيارى، منعًا لإراقة الدماء وانتصارًا للثورة الشعبية العارمة التى انطلقت فى أنحاء البلاد.

على مدى أكثر من عام ونصف العام جمعتنى لقاءات عديدة مع المشير فى مكتبه على انفراد، أو بحضور الفريق سامى عنان، أو فى إطار اجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع قادة الأحزاب السياسية، كان هاجس المشير الدائم والمستمر هو « البلد«، كان يقول دومًا، «أنا خايف على البلد»، وكان البعض يرى أن خوفه الزائد عن الحد دفعه إلى التردد وعدم حسم كثير من الأمور، لكنه كان دومًا يطرح رؤيته ومبرراته.

ويعز على المشير أن يصوره البعض بأنه كان يسعى إلى الاستئثار بالسلطة، ويتساءل دومًا كيف ذلك ونحن الذين صممنا، رغم رفض الكثيرين، على إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها، وكذلك الأمر بالنسبة للانتخابات الرئاسية.

صمم على إجراء الانتخابات البرلمانية، رغم العنف الذى كان سائدًا فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود والإسكندرية والعديد من المحافظات الأخرى، وصمم على إجراء الانتخابات الرئاسية، رغم أحداث العباسية، ورغم التحذيرات التى انطلقت بأن هناك احتمالاً بفوز مرشح الإخوان أو التيار الإسلامى.

كان الخيار بالنسبة له هو خيار الشعب، وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية، قال البعض، «إن هناك اتفاقًا قد جرى بين المجلس الأعلى والإخوان»، ينكر المشير ذلك بكل شدة ويؤكد أنه لم يعلم بنتيجة الانتخابات النهائية سوى من التليفزيون، وأنه كان يجلس مع أعضاء المجلس العسكرى ودخل «الحمام» ثم عاد ليتم إبلاغه بفوز د.محمد مرسى بمنصب الرئيس، كان يقول هذا خيار الشعب، وهذه هى النتيجة التى أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية دون تدخل من أحد.

المشير يلتزم الصمت تجاه الكثير من علامات الاستفهام التى تدور فى الشارع حاليًا، هو لا يريد أن يتحدث عن الأيام الأخيرة، وماذا جرى خلال اللقاء المغلق الذى ضمه هو والفريق سامى عنان واللواء محمود نصر مع رئيس الجمهورية د.محمد مرسى بعد عصر يوم الأحد 12 من أغسطس، والذى أفضى إلى إقالة المشير ورئيس الأركان وتعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزيرًا للدفاع والفريق صدقى صبحى رئيسًا لأركان القوات المسلحة.

لقد ظل المشير بعيدًا عن الإعلام، يرفض الاقتراب منه، وحتى فى اللحظات التى أقنعته فيها بإجراء حوار تليفزيونى خلال شهر فبراير من العام الحالى، وحددنا الأشخاص والمحاور والمكان، عاد المشير ليرفض إجراء أية مقابلات تليفزيونية أو حوارية، كان الأستاذ هيكل قد التقاه أكثر من مرة، وكان دومًا يبعث عبرى برسالة إليه مضمونها « نجاحك فى خطابك» أى بما يعنى أن خطابه للجماهير هو وحده الذى يمكن أن يخلق جسر التواصل فيتحقق نجاح ما هو مطروح من مشروعات أو مقترحات كان يقول دائمًا «وجودى مؤقت فى إدارة البلاد، ولذلك لا أريد أن يفهم الناس أننى أمهد الطريق للاستمرار فى السلطة، أنا أنتظر اللحظة بفارغ الصبر»!!

وهكذا لا يزال المشير حتى الآن رافضًا، إنه مصمم على أن يطوى الكثير من الأسرار بداخله، وربما لو تحدث لتمكن من الرد على الكثير من علامات الاستفهام التى لا تزال مطروحة فى الشارع حتى الآن.

قلت للمشير مجددًا، أتمنى بالفعل أن نقرأ مذكراتك قريبًا، قال، « إن شاء لله»، غير أننى أدرك أن المشير حتى ولو كتب مذكراته فربما لن ينشرها، لقد ظل صامتًا أمام الرأى العام لسنوات طويلة، ويبدو أنه مصمم على الاستمرار كذلك، لقد حاولت التطرق خلال هذه الجلسة التى استمرت قرب الساعة مع المشير وبحضور عدد من كبار الضباط السابقين إلى موضوعات محل تساؤل فى الشارع، لكنه يأخذك دومًا إلى العموميات، لأنه يدرك أن التفاصيل هى ليست ملكه.

لقد قلت له فى هذا اللقاء، إن الناس لديها تساؤلات عدة، يجب أن تتحدث حتى لا يساء الفهم، خاصة ما يتردد عن صفقات أو غيره، قال المشير، «أنت تعرف أننا فى كل مواقفنا لم نسع لهدف شخصى أو سلطة وإنما لمصلحة مصر واستقرارها وتفويت الفرصة على أعدائها، وسوف يأتى وقت يدرك فيه الكثيرون حقائق الأوضاع ودور الجيش المصرى فى الحفاظ على مصر ووحدتها وأمنها واستقرارها».

كان الوقت يمضى سريعًا مع المشير، كان يدرك أن كل همه هو التقاط كلمة من هنا أو هناك، إنه يعرف غريزة الصحفى، لذلك كان يحاول فى اللقاء جرِّى إلى ما هو «إنسانى».. قال لى، هل تعرف أننى عشت فترة طويلة من حياتى فى منطقة «كوم الدكة» بالإسكندرية، ووالدتى أصلاً من الإسكندرية، وراح يتحدث عن هذه الفترة التاريخية المهمة من حياته، وعندما سألته عن «أسوان» ومتى يزورها باعتبارها منشأ والده، قال «والله نفسى أروح أسوان وأقعد براحتى شوية، وحتمًا سأفعل ذلك قريبًا».

كان طبيعيًا بعد ذلك أن أمضى، عانقت المشير، وطلبت منه الإذن للمغادرة، جئت على غير موعد، لم أكن مدركًا عن يقين أن المشير يصلى حقًا فى هذا المسجد أسبوعيًا، لكننى تحركت إلى هناك، وفجأة وجدت نفسى معه وجهًا لوجه، فتحركت بداخلى غريزة الصحفى، وقررت رصد هذه الدردشة والانطباعات، رغم معرفتى أن المشير لا يسعى إلى وسائل الإعلام، ولا يبحث عن الأضواء ويرفض كثيراً الحوارات الصحفية.

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

معركة بالجزم .. في اولي جلسات محاكمة الشيخ "عبدالله بدر" فى سب الهام شاهين

معركة بالجزم .. في اولي جلسات محاكمة الشيخ "عبدالله بدر" فى سب الهام شاهين

10/15/2012   1:00 PM
معركة بالجزم .. في اولي جلسات محاكمة الشيخ "عبدالله بدر" فى سب الهام شاهين


 
شهدت اولي جلسات محاكمة الشيخ عبد الله بدر، مقدم برنامج بقناة الحافظ الفضائية، بتهمة سبّ وقذف الفنانة إلهام شاهين، مشادات ساخنة بين انصار الشيخ عبدالله وحرس المحكمة بسبب اصرار انصاره علي تعليق احدي الافتات التي تحمل صورة للمتهم علي حائط المحكمة ، فرفض حرس المحكمة وتطور الامر الي مشاجرات بالايدي ، وفي النهاية سيطرت قوات الامن علي الموقف وتم اجبارهم علي الخروج من المحكمة ، واغلقت قوات الامن الباب الحديدي للمحكمة ، فاتهمهم انصار عبد الله بانهم يتضامنون مع الهام شاهين "العاريه " وجاء ذلك علي حد قولهم .
 
تواجد منذ الساعات الاولي قبل بدء الجلسة بساعات عدد كبير من وسائل الاعلام المختلفة من صحف وقنوات فضائية لمتابعة القضية التي أثارت الرأي العام والتي تشكل منحني خطير في عالم الفن ، تظاهر العشرات من انصاره امام المحكمة منذ الساعة الثامنه صباحا وحملوا لافته مكتوب عليها " ياايها الذين أمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم "..."تقربوا الي الله بنصرة فالمتخاذلون عنه قد أثموا وان عداوته إلهام شياطين الجن والانس ...يامن تسمون العري ابداعا فتمنوا الموت ان كنتم صادقين " ، كما حمل انصاره بعض الصور لمشاهد الهام شاهين وهي عارية  من احدي افلامها مكتوب عليها " لا للعري " مما ادي الي استياء المارة واعتراضهم علي ما يقمون به انصار الشيخ عبدالله وعلقت احدي المسلمات  المارة علي ذلك قائله " عالم فاضية احنا مالنا مين اللي لابس ومين اللي خالع ...عايز نعرف الدين صح علشان نعمل بيه عايزين نشتغل ونطور بلدنا بدل الهبل ده ".
 
ووقعت مشادات كلامية بين انصار الشيخ عبدالله بدر ومراسلي احدي القنوات الفضائية الخاصة بسبب قيام القناة بعرض وجهتي النظر الا ان الامن سيطر علي الوضع .
 
وبمجرد حضور الشيخ عبدالله بدر في تمام الساعة 11 هتف انصاره " الله اكبر ...الله اكبر "" اسلامية ..اسلامية "" لا الله الا الله  الشيخ عبدالله حبيب الله " " الشعب يريد تطبيق شرع الله " وقال عبدالله بدر " نحن نحمي الجيل القادم من تلك الفتنه " قاصدا الاعمال الفنية الخاصة بالهام شاهين ، واضاف ان ما قاله مجرد وصف لحال الفنانين وليس سبا وقذفا في حقهم " ينبطل دعوي يايبطلوا فن " فنحن ثورة علي الفساد وعلي العري وما يقدم باسم الفن نحن له بالمرصاد ، وما قلته حقا وصدق وثنثبت ذلك بالاطوانات والمستندات ، ثم قام عبدالله بدر بعرض صور للالهام شاهين في عدد من افلامها فائلا " عدوا معي كما تلاها باسم الفن واذا كانوا غاضبين من ان نصف واقعهم فلماذا يقمون به واذا اعتبروه سبا ، فلماذا يصورونه " واضاف اننا لم نقف عليها او غيرها مما يخرجون بوسائل الاعلام المختلفة لنشر الفساد في مجتمعنا ولدينا قانون لتنظيم الفن وما ارتكبته يعد فاحشة باسم القانون فهذه صورهم مشير للصور التي بيديه قائلا "  هذه صورهم لا شرف ولا عفه ولا فن لديهم " وانا مندهش من مقدم الدعاوي ضدي فهل يرضوا ان تظهر زوجاتهم بتلك المشاهد ".
 
وقال المحامي نبيه الوحش المتضامن مع الشيخ عبدالله بدر انه مواطن مصري جاء للادعاء مدنيا عن نفسه ، مشيرا ان الشيخ بدر  لم يسب الهام شاهين بل وجه اليها اسئلة استفهامية ، واضاف ان عادل امام والهام شاهين لا يمتوا لاعمال الفنية بصلة  ، وانه يطالب بحماية امن الاسلام قبل أمن الوطن ، واكمل قائلا سنقدم رسالة لكل فناني مصر باننا لسنا ضد الفن أو الفنانين ولكن ضد الدخلاء علي الفن وتوصيل الجنس للمنازل ، مشيرا الي ان القرار رقم 21 لسنة 79 حدد 10 معاير للفن ومنها ازدراء الاديان وأظهار الجسد البشري عاريا والمناظر الخليعة ومشاهد الرقص المخله، مؤكدا ان الدولة ان كانت دولة قانون لكان جميع الفنانين والفنانات داخل السجون .
ووقعت مشادات كلامية قبل بدء الجلسة بدقائق داخل قاعة المحكمة بين انصار الشيخ عبدالله والمحامي نيبه الوحش مع حرس القاعة الذي حاول اخراجهم من القاعة بناء علي تعليمات من رئيس المحكمة ، الا ان انصار عبدالله رفضوا الخروج واصروا علي البقاء في اماكنهم قائلين " لو جية وزير العدل ميقدرش يخلي القاعة .... القضية رأي عام لو جلسة سرية كنا خرجنا " " لو احنا تبع الهام شاهين كنتم سبتونا "، ونبه الوحش علي الحاضرين بان يلتزموا الهدوء حتي تسمح لهم المحكمة بمتابعة القضية. وتفاوض حرس المحكمة مع الوحش مطالبا باخراجهم من القاعة واثناء خروجهم هتفوا " اسلامية اسلامية ...الله اكبر الله أكبر ".
 
وخلع  نبيه الوحش حذاءه موجه لحرس المحكمة  وذلك بعدما سمع احدهم يصفه بانه مجرم ، وقال " انا عندي استعداد انزل اضرب فيكم بالجذمة " " انا اعلي صوتي ومش بخاف انا تعرضت للاعتقال مرتين ".
 
وأكد محمد احمد عبد الفتاح المحامي الذي حضر انضمامي مع الشيخ عبدالله انه لا ينبغي لاي مواطن ان يسمع اهانة الاسلام او المسلمين ويلتزم الصمت والا كان أثما " ووصف الهام بانها تطاولت بادئة علي الاسلام والمسلمين فكان لا بد ان يكون هناك من يردها الي صوابها ويقلعها عن غيها والا اصبحت وصمة في جبين كل مسلم ان يتركها تتطاول من غمز وهمز لرموز المسلمين.
 
يذكر ان الشيخ عبد الله بدر قد طالب من الجماهير ومشاهدينه علي قناة الحافظ التضامن معه وقام بحشد انصاره لتشكيل وقفه احتجاجية امام المحكمة اعتراضا علي محاكمته
 
كانت النيابة قد استمعت إلى أقوال يسرى عبد الرازق، محامى إلهام شاهين، وأشرف عبد الغفور، نقيب الممثلين، في البلاغ المقدم من الفنانة ضد الشيخ عبد الله بدر، وعاطف عبد الرشيد، مقدم برامج، ومدير قناة الحافظ الفضائية، التى تتهمهما فيه بالتحريض ضد فئة من الشعب المصرى، والعمل على إشاعة الفوضى في البلاد، وإثارة الفتنة وتكدير الأمن العام.
 
وقال نقيب الممثلين في التحقيقات إنه فوجئ بتصريحات الشيخ عبد الله بدر، على قناة الحافظ ضد الفنانة إلهام شاهين؛ حيث وصف الشيخ "إلهام" بـ"الفاجرة، والعارية، والفاسقة"، وأكمل قائلا: "كم رجلا قَبَّلَك، وكم رجلا اعتلاك"، ثم نعتها بأنها "زانية" ثم "كافرة".
 
وأضاف نقيب الممثلين أنه لحقت به أضرار نفسية، وأدبية من تصريحات "بدر"، وقدم شهادات التقدير والجوائز التى حصلت عليها إلهام شاهين خلال رحلة عملها الفنية، وقامت النيابة العامة بتفريغ الأسطوانات المقدمة من إلهام شاهين الخاصة بالحلقات التى تم بثها على قناة الحافظ.
 
وكان محمد عبد الرازق المحامي، قد تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، ضد كل من الشيخ عبد الله بدر، وعاطف عبد الرشيد، مدير قناة الحافظ،  يتهمها فيه بالتحريض والعمل على إشاعة الفوضى في البلاد، وإثارة الفتنة وتكدير الأمن العام وتعريض الأمن والسلم الاجتماعي للخطر، والإساءة للدين الإسلامي وازدراء الأديان.
 
وذكر البلاغ الذي حمل رقم 3360لـسنة 2012 بلاغات النائب العام، أن الفنانة إلهام شاهين فوجئت بقيام المشكو في حقه أثناء مشاركته في البرنامج الذي يقدمه المشكو في حقه الثاني على قناة الحافظ ؛ حيث وجّه ألفاظًا نابية تمثل سبّ وقذف في حقها، وأطلق عبارات تكفيرية.

الأحد، 14 أكتوبر 2012

إبراهيم عيسى يكتب: الرئيس الذى يصمم على أن لا يكون رئيسنا!


إبراهيم عيسى يكتب: الرئيس الذى يصمم على أن لا يكون رئيسنا!

 Sun, 10/14/2012 - 10:31

إبراهيم عيسى يكتب: الرئيس الذى يصمم على أن لا يكون رئيسنا!
 
الرئيس محمد مرسى منذ تولَّى الحكم لا يتوقف عن الكلام، لكن يبدو أنه توقف عن التأمل.
يستمر الرئيس مرسى فى الارتجال فى خطبه ثم بات يرتجل طوال الوقت فى قراراته.
لا تعيش مصر الآن تحت إدارة رئيس مخطِّط، مدبِّر، مفكِّر، منضبط، شفاف.. يظهر بوجه واحد أمام مواطنيه، هو غير ذلك، وللأسف يبدو أنه لا يعرف ولا يملك أن يكون رئيسنا، فما يقدر على القدرة إلا ربنا، فرئيس مصر الحالى عضو سابق وحالى فى تنظيم سرى، عاش حياته يخطط فى الخفاء مع جماعته، ويخفى عن أقرب الأقربين حقيقة موقفه وجوهر رأيه، ويقول لفتحى سرور مواقف عكس ما يعتنقه، ويعبر لصفوت الشريف عن عكس مشاعره تماما، ويراوغ أسئلة التحقيقات فى النيابة، ويكذب عليها وينفى انضمامه إلى الجماعة، ويهادن السجَّانين من أجل مكاسب صغيرة، ويتفاوض مع المخابرات وأمن الدولة بأكثر من وجه، فهو يكرههم ويبتسم فى وجوههم، وهو يخفى عنهم ويتظاهر بالصراحة، وهو يعاهدهم ويوقن أنه سيحنث معهم، وهو يردد مع عمر سليمان كلامًا من نوع أن الجماعة لا تطمع فى الحكم، وأنهم يحترمون الرئيس مبارك، وهم يطمعون طبعا ولا يحترمون قطعًا..
إذن فهو رئيس مدرَّب على ازدواج المواقف كما مرَّنته جماعته.
ثم هو -شأن أعضاء الجماعة- يوهمه جمهور السمع والطاعة بالعظمة، ويغتر بالحشد التنظيمى، ويتصور نفسه أقوى من الآخرين، ويظن كما يظن أعضاء كل الجماعات الدينية المغلقة والمنغلقة أنه أكثر إيمانا، فهو يصلى بينما الآخرون لا يعرفون صلاة الفجر، وهو رجل لا يجد مشكلة أبدا فى أن يُقبِّل يد مرشده فى الإخوان، ولا يجد غُصة فى أن يقوم عضو بتلبيس المرشد حذاء فضيلته، والمحصلة أن قرار الرئيس ليس من دماغه، بل من ولائه!
هذه الصفات هى التى جاءت معه لتجلس على مقعد الرئيس لتحكمنا، وكل ما فعله مرسى منذ جاء يصب فى هدف واحد، هو خدمة جماعته، وهو يفشل بشكل مزرٍ فى أن يكون رئيسا لكل المصريين.. هو رئيس للإخوان، من حمايته لعدم قانونيتها ولا شرعيتها، بل هو نفسه مقتنع بأنها جماعة شرعية مقننة، وحتى التواطؤ معها على دستور الجماعة حتى تذهب بحزبها للانتخابات البرلمانية، وهو يعيِّن رجالها فى كل مفاصل الدولة، ويُؤخْوِن الحكومة ولا يفعل شيئا إلا بأمر الجماعة، ولا ينجز قرارًا إلا لمصلحة الجماعة، وتسوقه أهداف الجماعة وتقوده الجماعة فى ما يخدمها، ولا قرار أو قانون خرج من مكتبه إلا بمعرفة ومباركة أو مطلب مكتب الإرشاد، حتى إنه يحمى بلطجة الجماعة فى الميدان، ولا يتورع عن تلبية مطلبها فى بيان الخميس الماضى بإقالة النائب العام، فينفذ الرجل -بمنتهى الانصياع السياسى- المطلب، وبمنتهى التخبط والعشوائية والتغوُّل العصبى المتسرع الأهوج، ضاربًا هيبته الرئاسية برصاصة مؤذية، ويهين مقامه الرئاسى بطريقة مثيرة للتعجب، ويلعب رجلان مثل حسام الغريانى وأحمد مكى دورًا فادحًا فى فضائحيته لضرب استقلال القضاء، حيث الجلوس فى سدة الحكم وعلى فرش السلطة وسؤدد النفوذ، ومع السن الكبيرة التى ما عادت تتحكم فى العواطف وتلجم المشاعر كما الماضى، انفلتت حقيقة الرجلين، فهما وجه العملة الآخر لترزية مبارك ومستشاريه وبطانته القضائية الشريرة، ونسى الكثيرون أن الأعمال بالخواتيم والاحترام السياسى كذلك بالخواتيم، وقد شاء المولى لهما حزن الختام!
الرئيس الذى يصمم على أن لا يكون رئيسنا، بل رئيس من الجماعة للجماعة، حين يتستر على أفاعيل جماعته المسيئة والفاشية والبلطجية، إنما يفتح لجماعته الطريق نحو الاستهزاء بالقانون وتهزىء الدولة وإرهاب المعارضين وترويع المواطنين ودهس الأخلاق بالنعال، وهو ما يؤكد لنا ما كنا متأكدين منه.. أننا لن نرى استفتاءً نزيهًا ولن نرى انتخابات نزيهة فى عهد هذا الرئيس وجماعته، وأنهم أفيال جديدة فى سيرك الاستبداد القديم.

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

ملاحظات على خطاب الرئيس بقلم خالد منتصر


ملاحظات على خطاب الرئيس

خالد منتصر
الإثنين 08-10-2012 08:47
* من حق الرئيس أن يكون كل معازيمه من الإخوان والجهاديين حتى ولو كان من بينهم قتلة السادات صاحب قرار العبور!!، ومن حقه أن يدخل الاستاد فى سيارة مكشوفة لكن من حقنا أيضاً أن تكون الأرقام التى قالها فى خطابه مكشوفة كسيارته شفافة كسيرته نعرف كيفية حسابها وإلا عدنا إلى أرقام عصر مبارك التى كان يضعها له المسئولون ويجملون ويزينون وهو يسردها فى مجلس الشعب بكل ثقة، هل أصبح الفرق أن الذى يقدم الأرقام للرئيس من الإخوان بعد أن كان من الحزب الوطنى؟، وهل بدلاً من سردها فى البرلمان صارت تقال فى الاستاد؟!، ما هى الآلة الحاسبة التى حسبت لسيادته أن المرور نسبته 60% والأمن تحقق بنسبة 70% والنظافة 40%.. إلخ؟!، هل سنعود ثانية إلى عصر التخدير بالأرقام والإحصائيات التايوانى؟
* الرئيس لا بد أن يهتم فى خطاباته بالعموميات والخطوط العريضة، ليس من المعقول أن يغرق فى التفاصيل ويعدد من ضمن إنجازاته 43 ألف مخالفة سير فى عكس الاتجاه، وستة آلاف مخالفة قيادة بدون رخصة وثلاثة آلاف مخالفة سير بدون ترخيص!!!، لأنه لو كانت الإنجازات بعدد الرخص المسحوبة لأقمنا لحبيب العادلى تمثالاً من ذهب!، فقد كانت الغرامات كنزاً لا ينضب فى عهده، المهم ليس عدد رجال الأمن ولكن الأهم هو الإحساس بالأمان، لماذا لم يذكر لنا الرئيس أيضاً عدد السيارات المسروقة فى عهده التى صارت روتيناً وطقساً وفريضة يومية؟، لماذا لم يعرض صوراً لطرق السفر المتهالكة التى صارت الطريق الملكى لسمكرية السيارات الذين زاد رزقهم بعد أن تحولت العربات إلى خردة؟، أتوقع فى الخطاب القادم حديثاً مسهباً عن مخالفات المحمول والحزام والطفاية والأمن والمتانة!.
* الكلام عن القروض والميزانيات كلام اقتصادى وحديث فى علم اقتصاد وليس كلام مذاهب فقهية، مع كامل الاحترام للرئيس مرسى ليس من الحصافة السياسية أن تعرض قضية القرض كجدل فقهى وترد بأن الفائدة صغيرة «يادوب واحد فى المائة!»، لأنك بمجرد جر القضية إلى ملعب الجدل الدينى سيخرج عليك سلفى قائلاً كل قرض جرّ فائدة ولو نصف فى المائة فهو ربا وتنهار البنوك، ونظل فى حالة الجدل الفقهى إلى يوم الدين بدون حسم أو نتيجة، القرض لا بد أن يناقش من حيث قيمته وضرورته الاقتصادية وهل أولادنا هم الذين سيتحملون دفع ديونه وهل هذا التحمل وهذا الثمن يستحق التضحية؟، هل هذا القرض سيوضع فى مشاريع استثمارية منتجة أم سيصرف وتبلعه بلاعة المرتبات؟، هل سنستورد به كافيار وسيمون فيميه أم قمحاً ولحماً؟!!، هذه هى أصول مناقشة القرض ولا يكفى لتبريره أن شعبى يجوع ولا يأكل بالربا، المهم أن شعبى لا يجوع ولا يأكل من صفائح القمامة!.
* من حق الرئيس أن ينتقد ويهاجم منتقديه وبعنف بالحقائق والأدلة، ولكن أن يهاجمهم بأنهم لا يعرفون صلاة الفجر فهو استخدام أسلوب طالما انقلب على الساحر لأنه سلاح فى منتهى الخطورة، وللذكرى الخالدة أنعش ذاكرة الرئيس أطال الله فى عمره بما فعله الرئيس السادات عندما أدخل مفردات القاموس الدينى فى الخلاف والجدل السياسى، فبعدما أطلق على نفسه الرئيس المؤمن فى دولة العلم والإيمان خرج على الناس فى خطاب يهاجم فيه صحفياً كبيراً قائلاً بأنه شافه فاطر رمضان فى الأهرام!، وبرغم كل هذا لم يشفع للرئيس الذى كان يصر على لقب محمد أنور السادات الرئيس المؤمن أن يغتال برصاصة من زايد عليه دينياً، لأنك إذا أدخلت الدين فى مزاد السياسة، أطال الله فى عمرك، فإن الكل خاسر وحتماً ستجد من يزايد عليك!، صلاة الفجر مكافأتها عند الله والشعب الجائع فى النهاية لا يهمه أن يقيم الرئيس صلاة الفجر بقدر ما يهمه أن يقيم الرئيس العدل، الشعب الجائع لن يهتم كثيراً بصيام الرئيس فى رمضان وسيثور عليه إذا جعله الرئيس يصوم طوال العام.

الأحد، 7 أكتوبر 2012

تعليق معتز الدمرداش على خطاب مرسى :افلح ان صدق فيديو

http://www.youtube.com/watch?v=cO3Nudo0sVY

عصام سلطان على صفحته

بين 67 و73

اتفق مع الدكتور مرسى فى تقديره لأكتوبر، حرباً وقيادةً وتخطيطاً وتنفيذاً ونصراً، ومحاولة البعض استثمار النصر لصالحه فإذا بثورة يناير تقطع عليهم الطريق وتعيد الحق والفضل لأصحابه، كما أُثمِّن شفافيته فيما أعلنه من أرقام ومعلومات عن الأمن والدعم والمرور والنظافة ( لأول مرة فى تاريخ الرؤساء تذكر نسبة 40% فى أى حاجة ! ) وأدعم خطوات الحكومة لتحصيل مستحقات الدولة من رجال الأعمال دون المساس بشركاتهم أو الانتقام من أشخاصهم، واختلف معه حول أداء الوزارة بشكلٍ عام، حيث يلزم تغيير بعض الوجوه فيها إضافةً لبعض المحافظين، وأُشيد بردوده الموضوعية جداً حول ما أُثير عن السفريات والبدلات والسيارات وتكاليف صلاة الجمعة .. والفجر ..! وبقى أن نسمع من أصحاب تلك الشائعات، بذات الموضوعية وبالأرقام، ردوداً على ما بدا لنا من معلوماتٍ مغلوطة رددوها فى أكثر من مناسبة، وإلا عدنا لأسلوب الديماجوجية من جديد ..

الديماجوجية هى التى أوصلتنا لهزيمة 67 ..

وبالموضوعية والشفافية انتصرنا فى 73 ..

محمد حبيب يكتب : لص.. ومجرم.. ومغتصب

فى دمياط، مدينتنا الساحلية الجميلة، قضينا طفولتنا وصبانا وسنوات مراهقتنا.. لم تكن طفولتنا سعيدة، لكنها لم تكن بائسة أو تعيسة.. كان ذلك فى نهاية الأربعينيات من القرن الماضى.. حيث نكبة فلسطين.. نعم كنا صغاراً فى ذلك الزمن البعيد، لكن تفتح وعينا من خلال بعض مدرسينا ومشايخنا الأجلاء الأوفياء على تلك المأساة.. بالقطع لم نكن ندرى بشاعة ما كان يحدث آنذاك.. ولا ما يمكن أن يصل إليه الحال.. لكن مشاعرنا الغضة كانت ملتاعة.. حين شببنا عن الطوق، بدأنا ندرك حجم المأساة وعمق الكارثة.. فى عام ٥٦ كان العدوان الثلاثى على مصر أو ما يعرف عالميا بحرب السويس.. استقبلنا فى مدارسنا بدمياط أهلنا المهاجرين من بورسعيد.. رأينا مآسى وعذابات كثيرة.
هل هناك خلاف على أن العدو الصهيونى كيان غاصب لأرض العروبة والإسلام؟ وهل هناك خلاف على أن هذا الكيان ارتكب أبشع الجرائم فى حق فلسطين، الشعب والوطن، من مجازر بشرية وتصفية وإبادة وتهجير، وتجريف للأرض، وهدم للمنازل، وتخريب للزراعات بالقطع لا.. لا.
العدو الصهيونى يعلم أنه سارق للأرض، مستبيح للمقدسات.. يعلم أن أصحاب الأرض الأصليين والحقيقيين سوف يعودون يوماً ما لاسترداد أرضهم المسلوبة، طال الزمن أم قصر، وأنهم يعدون العدة لذلك.. لأجل هذا، فهو لا يفتأ يشن حربا من وقت لآخر هنا أو هناك لتذكير الفلسطينيين والعرب بأن الكيان الصهيونى هو الأقوى، وأنه لا تفكير مطلقا فى العودة.. ومصر وبقية الدول العربية تقف عاجزة عن فعل أى شىء.. يا سادة: العدو الصهيونى لا يفهم سوى لغة القوة.. هى نفس اللغة التى يتكلم بها الغرب الذى يعتمد فى أيديولوجيته على الفلسفة الداروينية الحديثة، وهى البقاء للأقوى.. لذا، إذا كنت تريد لنفسك موطئ قدم فى هذا العالم، فعليك أن تكون قويا، ليس قولا لكن عملا.. العدو الصهيونى خارج القانون الدولى، بل هو فوق القانون الدولى، وذلك لما يملكه من قوة مالية وإعلامية وسياسية وعلمية وتقنية وعسكرية.. هو لا يلقى بالاً للجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا لمجلس الأمن.. ليذهب رئيسنا إلى الجمعية العامة، وليقل ما يشاء..علينا أن نراجع أنفسنا: ما الذى نملكه نحن من قوة على الأرض نستطيع أن نفرض به إرادتنا تجاه القضية الفلسطينية أو القضية السورية أو غيرهما من القضايا؟ لا شىء.. لا بأس أن يكون الصوت عاليا، مادام لن يترتب عليه إجراء أو خطوة تغير من الواقع البغيض والمؤلم شيئا.. ثم إن اليد ممدودة تنتظر القرض ممن بيده الإذن..حتى الدول العربية التى أعطت أو سوف تعطى قرضا، لا تعطيه إلا بإذن من يملكه!
لنكن إذن صرحاء مع أنفسنا قبل أن نكون صرحاء مع غيرنا.. علينا أن نرتب أوراقنا فى الداخل أولا.. فقوة الداخل سوف تعين حتما على التفاوض مع الآخرين بندية وقدرة وكفاءة.. هناك خطوات يجب اتخاذها لتحقيق العدالة الاجتماعية، الهدف الثانى للثورة، الأزمة الاقتصادية لابد من إعادة النظر فيها بعيدا عن القروض والاستدانة، ومن الضرورى أن تكون هناك مكاشفة ومصارحة وشفافية.. لعلنا نتذكر ونحن نعيش ذكرى انتصار أكتوبر أنه ما كان للقوات المسلحة أن تخوض حرب العاشر من رمضان/ السادس من أكتوبر إلا من خلال جبهة داخلية قوية.. تساند وتؤازر.. وتتحمل شظف العيش.
إن العقيدة القتالية لقواتنا المسلحة ترتكز على أن الكيان الصهيونى هو العدو الأول والثانى والأخير.. هو الخطر الذى يهدد أمننا الوطنى والقومى.. هو الشوكة التى زرعها الاستعمار البريطانى فى خاصرة العرب.. نعلم أن الصراع العربى- الصهيونى صراع وجود.. صراع حضارى فى المقام الأول.. وهو ما يتطلب تقدما علميا وتقنيا واقتصاديا وتنمويا، وأن تكون قواتنا المسلحة فى كامل لياقتها وأتم استعدادها.

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

البلتاجى والعسكر والـ100 يوم


كريم عبد السلام

البلتاجى والعسكر والـ100 يوم





أتمنى من الله أن يكف الدكتور محمد البلتاجى القيادى بحزب الحرية والعدالة عن تصريحاته التى يظن أنها مؤيدة للرئيس مرسى أو تدافع عنه أو تبرر قراراته ومواقفه، لأن تصريحاته فى الحقيقة لا تأتى إلا بعكس ما يريد لها أن تحقق، وتفتح السجال بشكل يجلب على الرئيس ومؤسسة الرئاسة الكثير من النقد والتعريض هو فى غنى عنهما، اللهم إذا كان الأستاذ بلتاجى يريد النقد العنيف للرئيس عن تصريحات ومبادرات هو ليس مسؤولا عنها.
ثانيا، لماذا يتحدث الأستاذ بلتاجى باسم الرئيس أو يتخذ موقف الدفاع عنه، عمّال على بطّال أو يتطوع بالحديث نيابة عنه؟ على حد علمى الأستاذ بلتاجى ليس ضمن الفريق الرئاسى، لا المساعدين ولا المستشارين، وليس منافسا للدكتور ياسر على المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فلماذا يتخذ مثل هذه المواقف الدفاعية التقليدية والتى تظهر الرئيس مرسى بوصفه رئيس حزب الحرية والعدالة وليس رئيسا لكل المصريين؟
آخر هذه التصريحات المستفزة للأستاذ بلتاجى، ما قاله للزميلين محمد السيد ومصطفى عبد التواب باليوم السابع من أنه يجب على الجميع أن يسال نفسه ماذا فعل الرئيس لمصر؟، قبل أن يسأل عن وعود الـ100 يوم، مضيفا أن الرئيس خلصنا من منظومة الفساد المتراكمة فى مصر منذ 60 عاما، ومن استبداد المؤسسة العسكرية ومن قيادات فاسدة على رأس مؤسسات ما كنا نحلم بها فى يوم من الأيام، وأن يحدث فيها تغيير على مدار سنوات طويلة.
يعنى الأستاذ بلتاجى يطالبنا بصراحة بأن نتخلى عن فتح كشف حساب للرئيس بناء على ما أعلنه قبل انتخابه من أجندة تتصدى للتغلب على مشكلات المرور والانفلات الأمنى والخبز والوقود والقمامة، لماذا؟ هل لأن خطة المائة يوم لم تتحقق والأستاذ بلتاجى يدير الحرب الدفاعية الاستباقية عن الرئيس؟ أم لأنه يعلم أن الرئيس لن يخرج على الشعب بتوضيح حول عدم تنفيذ خطة المائة يوم؟ أم أن تصريحاته مقدمة لوضع تفسير جديد للخطة أم ماذا؟
لا يا أستاذ بلتاجى، الرئيس لم يحقق أحلاما لم نكن نستطيع تحقيقها خلال عشر سنوات، كما قلت، وإنما اتخذ قرارات أصاب فى بعضها وأخطأ فى بعضها، ويجب محاسبته على أجندة المائة يوم، والأفضل أن يشرح لنا بنفسه أسباب التقصير فى تنفيذ أجندته وليس أنت.

إبراهيم عيسى: الإخوان يُلهون أعضاء التأسيسية



جماعة الإخوان نجحت في إلهاء أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وذلك بالقضايا المختلف عليها مع السلفيين مثل وضع المادة الثانية والمرأة بالدستور الجديد.


وأضاف عيسي: "يأتي ذلك في حين يقوم الإخوان أنفسهم باللعب علي قضايا أكثر خطورة مثل "القضاء الموحد"، ودمج هيئات قضائية وتغيير وضع الجهاز المركزي للمحاسبات، مشيراً – خلال حلقة اليوم من برنامج "هنا القاهرة" الذي يقدمه علي فضائية "القاهرة والناس" إلى أن الإخوان مخالفون لكل فئات المجتمع وتقوم ضدهم احتجاجات في أماكن عدة
.